الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧

مساعدة أمريكية للاجئات العراقيات

قال لي صاحبي وهو في دهشة: مساعدة النساء اللاجئات العراقيات بدأت من أمريكا، إن كل متابع للإعلام الأمريكي يستغرب من هذا القاتل الذي يقتل، ثم يحلل القتل، ويعترف به إعلامه، ثم تتجه منظمات المجتمع المدني فيه لمساعدة عوائل القتلى .. عجبًا من أمريكا!!
فقلت له: ليس هذا بالأمر المستغرب من أمريكا؛ فأمريكا نفسها هي التي تقدم معظم المعونات للسلطة الفلسطينية عبر المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ووكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين –الأونروا- مع أن موقف أمريكا معروف، والذي يمثل الدعم المطلق والمباشر لسياسة إسرائيل.
فإن هذا هو عين ما يسمى بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، وهذه المساعدات الأمريكية للاجئات العراقيات تجسد عدة مفاهيم؛ منها: محاولة استرضاء الشعب العراقي، وكسب عطفهم، ومحاولة إقناعهم بأنهم ما جاءوا إلا للقضاء على الإرهاب .. ولكن هيهات!
ودعني أهمس لك يا صاحبي في أذنيك فأقول: هذه ليست مساعدات، وإنما هي دَيْنٌ في عنق أمريكا؛ لأن المساعدة إنما تكون تَفَضُّلا وتكرمًا ممن يقدم لمساعدة، إلا أن أمريكا هي سبب ما توصل إليه اللاجئات العراقيات؛ لذلك فإن ما تفعله أمريكا واجبٌ عليها، من باب إصلاح ما أفسدته، وليس من باب المساعدة، ولو أن أمريكا قدمت كل ما تملك للعراق، فلن تستطيع أن تؤدي الحق الذي عليها تجاه بلاد العراق.نعم .. أمريكا هي السبب الرئيسي لدمار بلاد العراق وهلاكها، إضافةً إلى ما استولت عليه من بترول العراق وإن أنكروا ذلك .. وهذه المساعدات لا تكلف أمريكا سوى مبالغ ضئيلة جدًّا من حفنة دولارات بالنسبة لما حصلت عليه من بلاد العراق.

ليست هناك تعليقات: