الأربعاء، ١٧ أكتوبر ٢٠٠٧

يا مطرة رخي رخي


يا مطرة رخي رخي على (زرعة) بنت أختي

هنمشيها (زرعة) وربك كريم، ومش عايز أسمع حد بيضحك

في أول (أيامنا) نزلت المطرة، والسما ضلمت، والرعد والبرق، مع إننا لسه في أكتوبر، دي أيامنا باينة من أولها.

زمان ، وأنا صغير، كان فيه ولد صغير، اسمه مش فاكره، لما الدنيا بتمطر تبقى الفرحة مش سايعاه، يجري تحت المطرة ، في الطينة ، حافي، بجلابيته الدَّبَلان المقلمة أزرق في أبيض، والمقطوعة في خمس أماكن وأكتر، حتى لو كانت جديدة، يربطها ف وسطه، ويغني:

يا مطره رخي رخي على قرعة بنت أختي
بنت أختي جابت ولد سمتـــــه عبد الصمد
مشتـــــه في المشايه كلــــت رأسه الحدايه

ولغاية قريب، الولد الي بقى شاب، كان في المدينة الجامعية، ولما السما مطرت، خرج مع أصحابة للشارع، يغسل نفسه بالمطرة، المطرة هي نفس المطرة، بس ما عادشي طينة في الأرض، الأرض بقت أسفلت أسود، وما كانش حافي، والجلابية بقت بنطلون جينز وجلكيت له زعبوط، يغطي راسه، المرشحة إنها تكون قرعة، الشاب ما كانشي بيغني، كان ماشي يتكلم مع أصحابه عن بكرة، عن البلد، عن الأهلي والزمالك، عن أي حاجة، بس ما كانشي بيغني، ومش فاكر، يا ترى كان سعيد بالمطرة ولا كان بيحاول.

النهارده، الولد اللي كان شاب، بقى عجوز، لما مطرت المطرة حس بانقباض، فكر ما يروحش الشغل، لسه هيمشي في المطرة، وترخ على قرعته، والبنطلون يتبهدل، ويدي الفرصة لأم العيال تديله كلمتين ف جنابه، وتشخط فيه علشان يقلع الجزمة برة لما يرجع آخر النهار.

فكر ما يروحش الشغل، بس ما ينفعش، ده معناه أنه يقعد في بوز أم العيال طول النهار، العيال هيروحوا المدرسة، ومش هيبقى له غيرها، أكيد هتبعته السوق يجيب الخضار، ويمكن تطلع ف دماغها النهارده إنها تنفض السجاجيد، أو تمسح البلاط، أو حتى تعمل كفته، أصل هي بتحب تدقها ف الهون، ما تحبش تستخدم التقنية الحديثة في فرم اللحمة.

فكر ما يروحش الشغل، بس على إيه، الشغل أرحم، ويحاول يحافظ ع البطلون، ويبقى يقلع الجزمة على باب العمارة وهو راجع.

وإلى خير الكلام



روى الإمام البخاري عن عائشة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال ( اللهم صيبا نافعا ) .

واقرأ أيضا



ليست هناك تعليقات: