الأربعاء، ٣١ أكتوبر ٢٠٠٧

لماذا خلقنا الله؟

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من عدم فهل خلقه من عدم لكي يعبده ؟ أم أن الآية تشير إلى وظيفة الإنسان في الأرض وما يرضاه الله للإنسان في الأرض؟ أي أن الله يريد لنا أن نكون عابدين له لا مشركين مطيعين لا عاصين وخاصة أن تشريعات الله للإنسان هي من أجل الإنسان نفسه فإذا استقام الإنسان على شريعة الله هدأت نفسه واطمأنت وأصبح فردا نافعا للمجتمع وهذا جلي من الزكاة وما لها من أثر على المجتمع والصلاة التي تربط العبد بربه فتنهاه عن الفحشاء والمنكر والصيام الذي يجعلنا نشعر بحال الفقراء فترق قلوبنا لهم وتدريب للنفس على الانضباط ومؤاخاة بين المسلمين أجمعين ولا عجب فهم يمتنعون عن الطعام في وقت واحد ويأكلون في وقت واحد وكذلك الحج الذي يسمو بروح الإنسان ويعلو بها عن الماديات ويربطها بخالقها فتنفك عن ذلك المكون الطيني الذي يخلد بها إلى الأرض.إذن فليس الهدف من العبادة إلا التقوى والفائدة التي تعود على الناس أنفسهم فالله عز وجل غني عنا وخير دليل على ذلك أن الجنة ليس بها عبادة ولو كانت العبادة هدف لاستمرت في الحياة الخالدة، أليس هذا أجدر؟؟ يقول سبحانه و تعالى ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ... و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني .... يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و إنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا.....) فهل خلقنا الله من العدم من أجل العبادة ؟ هناك أمور فوق الطاقات العقلية للإنسان لذلك حجبها الله عنا فهل يكون إنشاء الخلق من العدم من هذه الأمور التي يصعب على الإنسان الوصول إليها؟ إذا لم تكن هناك بينة قاطعة على أن تفسير الآية هي الإنشاء من العدم من أجل العبادة فأرى أنها من الأمور التي احتفظ بها الله لنفسه سبحانه وتعالى

هناك تعليق واحد:

A. M. Khaled يقول...

أوافقك الرأي يا طارق في أن العبادة في حد ذاتها ليست هي الغاية، وإنما هي وسيلة للوصول إلى الغاية المرجوة والهدف المنشود من أدائها.
وذلك لأن العبادة توجيه سليم وتهذيب عظيم، والنبي صى الله عليه وسلم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ونرى أن العبادات كلها تؤدي إلى تلك الغاية؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
والزكاة تطهر النفس وتزكيها؛ للآية: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
والصيام يقوم الطبائع ويهذب النفوس؛ لحديث: (الصيام جنة؛ فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم).
والحج قال الله تعالى عنه: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
وأخيرًا وليس آخرًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
والحديث فيه حسن علاقة العبد بربه، وحسن علاقته مع نفسه، وحسن علاقته مع الآخرين.
أي أن العبادة لله تؤدي بالضرورة إلى حسن العلاقة مع النفس والآخرين. والله أعلم