الجمعة، ١٦ نوفمبر ٢٠٠٧

بين أصحاب الكهف في القرآن .. وأصحاب الكهف في روسيا

تحصن أعضاء طائفة دينية روسية داخل كهف في تل يكسوه الجليد في منطقة بينزا وسط البلاد، بانتظار "يوم القيامة"، الذي يعتقدون أنه سيكون "في وقت ما خلال مايو" من عام 2008.وأعضاء الطائفة 29 بالغا وأربعة أطفال، انتقلوا إلى مخبئهم في 27 نوفمبر الماضي، مهددين بالانتحار إذا تدخلت الشرطة لإخراجهم.
وقال مسئول: "غطوا المدخل، ويرفضون الخروج ويهددون بتفجير أنفسهم"، مضيفا: "لا أحد يرغب في تحمل مسؤولية استفزازهم ... لأن معلوماتنا تفيد بوجود أطفال بينهم".
وعندما قرأت هذا الخبر تذكرت أصحاب الكهف في القرآن الكريم الذين وصفهم الله فقال تعالى: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى".
فكانت نتيجة إيمانهم بربهم أن آواهم الله في كهفٍ وصفه بقوله: "وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه".
فقلت في نفسي: شتان ما بين الثرى والثريا وبين أهل الكهف في القرآن وأهل الكهف في روسيا .. البون شاسع بين كهف تزاوره الشمس حال طلوعها وتقرضهم حال غروبها، وكهف آخر يكسوه الجليد!
وقد كان من الدروس المستفادة في قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم قوله تعالى: "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها".
الساعة التي قال الله تبارك وتعالى عنها في كتابه: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي" وقال في موضع آخر: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها".
فأصحاب الكهف في القرآن تيقنوا من أن الساعة حق بعدما لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وبعد أن بعثهم الله أخذوا يتساءلون كما حكى القرآن على ألسنتهم: "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم".
أما أصحاب الكهف في روسيا فهم فتية ورجال كفروا بربهم فأضلهم الله.
اللهم أحسن خاتمتنا .. واجعل خير أعمالنا خواتيمها .. وخير أيامنا يوم أن نلقاك .. آمين

ليست هناك تعليقات: