في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له، فغفر له، ثم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. رواه البخاري
إنني أحد أبناء الأزهر الشريف وأعلم أن بالأزهر رجالا لا يخشون في الله لومة لائم، ويعملون بما يعلمون .. ولكن فتوى فضيلة المفتي استوقفتني مرارًا وتكرارًا.
يقول المفتي: "إن الحكم بالشهادة من عدمها في حادث أو غرق يحتاج إلى معرفة نية الميت".
إنني أحد أبناء الأزهر الشريف وأعلم أن بالأزهر رجالا لا يخشون في الله لومة لائم، ويعملون بما يعلمون .. ولكن فتوى فضيلة المفتي استوقفتني مرارًا وتكرارًا.
يقول المفتي: "إن الحكم بالشهادة من عدمها في حادث أو غرق يحتاج إلى معرفة نية الميت".
مع احترامي الشديد لفضيلة المفتي، من أين أتى بهذا الكلام؟! ومنذ متى والإسلام يطلب منا أن نبحث عن نيات الآخرين أو أن نفتش عن مقاصدهم؟! فالله سبحانه يعلم السر وأخفى، وأين هذا الكلام من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "هلا شققت عن قلبه!".
إن كلام فضيلة المفتي يكون صحيحا لو أن الإسلام يعين الشهيد بالاسم، ولكن الإسلام يضع القواعد العامة في إطلاق الأحكام، بمعنى أن كل من مات غريقًا وهو مسلم فهو شهيد؛ استنادًا إلى الأحاديث الواردة في هذا الشأن، لكننا لا نعين أحدًا بعينه، فلا نقول: فلان بن فلان –على التعيين- مات شهيدًا.
كما استوقفني قوله عن غرقى السواحل الإيطالية: "ليسوا شهداء لأنهم لم يذهبوا في سبيل الله، وإنما ذهبوا من أجل أطماع مادية وألقوا بأنفسهم في التهلكة في نوع من المغامرة".
كما استوقفني قوله عن غرقى السواحل الإيطالية: "ليسوا شهداء لأنهم لم يذهبوا في سبيل الله، وإنما ذهبوا من أجل أطماع مادية وألقوا بأنفسهم في التهلكة في نوع من المغامرة".
دعني أتساءل: أليس من ذهب إلى أوروبا وأمريكا ودول الخليج بالطرق المشروعة ذهبوا هم أيضًا من أجل أطماع مادية. فكلاهما سواء؛ فلماذا لم يقل فضيلة المفتي: إنهم سلكوا هذه الطرق غير المشروعة؛ لأنهم لم يحيوا حياة كريمة في بلدهم.
وكذلك استوقفني قوله: "فوجود أطفال يمتلكون 25 ألف جنيه ويريدون السفر للخارج وراءه علامة استفهام" .. وقوله: "ما الذي يدفع شابا لينفق 25 ألف جنيه مقابل السفر، في حين أن هذا المبلغ يضمن له بدء مشروع في بلده؟".
وكأن فضيلة المفتي ليس من أبناء هذا الشعب، وكأنه لا يعرف أنهم لا يملكون هذه الأموال الطائلة، وكأنه لا يعلم أنهم استدانوا من أجل الحصول على هذه الأموال، وباعوا كل ما يملكون من الأخضر واليابس؛ من أجل الحصول على هذا المبلغ، أملا منهم في أن يقوموا باسترداده بعد سفرهم، أما إذا استثمروه في مصرهم المحروسة، فمن يضمن لهم نجاح المشروعات التي يقومون بالبدء فيها؟!
وكذلك استوقفني قوله: "فوجود أطفال يمتلكون 25 ألف جنيه ويريدون السفر للخارج وراءه علامة استفهام" .. وقوله: "ما الذي يدفع شابا لينفق 25 ألف جنيه مقابل السفر، في حين أن هذا المبلغ يضمن له بدء مشروع في بلده؟".
وكأن فضيلة المفتي ليس من أبناء هذا الشعب، وكأنه لا يعرف أنهم لا يملكون هذه الأموال الطائلة، وكأنه لا يعلم أنهم استدانوا من أجل الحصول على هذه الأموال، وباعوا كل ما يملكون من الأخضر واليابس؛ من أجل الحصول على هذا المبلغ، أملا منهم في أن يقوموا باسترداده بعد سفرهم، أما إذا استثمروه في مصرهم المحروسة، فمن يضمن لهم نجاح المشروعات التي يقومون بالبدء فيها؟!
هل يظن فضيلة المفتي أن الحكومة تقف بجوار الشباب المقبلين على المشاريع الصغيرة .. فالتجربة قائمة وشاهد صدق على ما أقول .. انظر يا فضيلة المفتي إلى الشباب الذين اقترضوا من الصندوق الاجتماعي؛ لإقامة المشروعات التي أشرت إليها .. ثم انظر في أحوال القضايا المرفوعة ضد هؤلاء الشباب الذين فشلت مشروعاتهم وصدرت ضدهم أحكام لأنهم لم يسددوا الفوائد المركبة للصندوق الاجتماعي .. أي أن الحكومة تأخذ من الشباب أضعاف أضعاف ما تعطيهم .. وأخيرًا؛ فإن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق